لندن، إنجلترا (CNN) -- نفت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء التقارير التي نشرت في وقت سابق بشأن احتمال نضوب المخزون العالمي من النفط، وأنه تمت المبالغة في الأرقام المتعلقة بذلك خشية إثارة ذعر عالمي وتهافت على شراء المادة الحيوية في أسواق الطاقة العالمية.
ففي تقريرها السنوي الصادر الثلاثاء، كررت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن إمدادات النفط مشيرة إلى أنها سترتفع إلى 105 ملايين برميل بحلول عام 2030.
وقال ريتشارد جونز، نائب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في تصريح لـCNN: "نحن المخولون للتحذير من احتمال نضوب المخزون العالمي من النفط والغاز.. لكننا لا نرى أن مثل هذا الأمر سيحدث قريباً كما زعمت بعض النظريات."
وأضاف جونز: "عموماً، ينظر إلينا قطاع الصناعة النفطية في العادة باعتبارنا أكثر تشاؤماً مما ينبغي."
وكان مصدر في الوكالة رفض الكشف عن هويته خشيت العقوبة، قد صرح لصحيفة "الغارديان" البريطانية بأن: "كثيرون داخل المنظمة يعتقدون أنه من المستحيل الحفاظ على الإمدادات حتى عند ما بين 90 مليون إلى 95 مليون برميل يومياً، لكن هناك مخاوف من أن يسري الذعر بالأسواق المالية العالمية في حال إجراء خفض إضافي."
ونقلت عن مسؤول آخر بالوكالة أن القاعدة الأساسية في المنظمة هي "عدم إغضاب الأمريكيين" الذين يقال إنهم يلعبون دوراً مؤثراً في تشجيع المنظمة على التقليل من احتمالات حدوث نقص في الإمدادات.
غير أن جونز قال: "لا أرى سبباً يصب في مصلحة الولايات المتحدة من وراء ذلك، ولا أرى السلسلة المنطقية لتلك المزاعم."
وتوقع التقرير الصادر عن الوكالة الدولية أن يرتفع الطلب العالمي على النفط من 85 مليون برميل يومياً إلى 105 ملايين برميل بحلول العام 2030، في حين سيقفز الطلب على الفحم الحجري بنسبة 53 في المائة، بينما سيرتفع على الغاز الطبيعي بنسبة 42 في المائة، وذلك خلال الفترة من عام 2007 ولغاية العام 2030.
أما سعر النفط فيتوقع أن يصل عام 2030 إلى 115 دولاراً للبرميل، بينما تقدر الوكالة أن يتراوح سعره هذا العام حول 60 دولاراً للبرميل، رغم أن سعره بلغ في بداية الأسبوع الحالي نحو 80 دولاراً.
وكان المصدر المجهول في الوكالة قد قال للصحيفة أيضاً: " لقد دخلنا بالفعل منطقة 'ذروة النفط'، وأعتقد أن الوضع سيئ بالفعل."
وكان تقرير بريطاني نشر الثلاثاء قد زعم أن العالم أقرب بكثير مما كان يعتقد سابقاً فيما يتعلق بقرب نضوب النفط، وكذلك بشكل يفوق التقديرات الرسمية المعترف بها، وفق مصادر من "وكالة الطاقة الدولية" زعمت أن المنظمة الدولية تعمدت "التهوين" من شبح نقص وشيك في الإمدادات خوفاً من إثارة موجة شراء محمومة.
وأضاف المصدر: "رجحت وكالة الطاقة الدولية عام 2005 ارتفاع إمدادات النفط إلى 120 مليون برميل يومياً بحلول العام 2030، غير أنها أجبرت على خفضه تدريجياً إلى 116 مليون برميل ومن ثم إلى 105 مليون برميل العام الماضي."